الاثنين، 28 ديسمبر 2015

الحرية و الديموقراطية/ اصل الداء و الدواء



الحرية و الديموقراطية اصل الداء و الدواء (1)

اصل الداء

هناك اعراض و هناك امراض. و قد تتطور الاعراض الى امراض. و قد تكون بعض الاعراض اخطر من المرض ذاته. و لكن الحكمة دائما تقتضي بتعقب المرض الاصلي او جذر العرض.

الفقر و الجهل و المرض من اعراض التخلف التي تعاني منها معظم مجتمعاتنا. و هو دائرة شيطانية تغذي بعضها بعضا و لكنها تبقى اعراضا نتيجة للفساد و غياب الفرص و العدل. و هذه ايضا لها اسباب و هي التسلط و ضعف المعرفة و موروثات مثبطة معطلة اهمها تقديس الحكام و تعطيل المرأة.

هناك منظمات دولية محايدة و مؤسسات موثوقة تصدر مؤشرات لقياس جوانب كثيرة في المجتمعات و الدول مثل مؤشر التنمية البشرية و مؤشر الديموقراطية و الحرية و التعليم و العدل و الفساد و الشفافية و السعادة و غيرها و في كل تقرير وفي كل عام تجد ان اكثر من 90% من الشعوب العربية تقع تحت المتوسط العالمي او في ذيل قائمة دول العالم.

القاسم المشترك في كل الدول المتقدمة عنا هو الحرية و الديموقراطية و المعرفة و حرية المرأة بدرجاتها مع استثناءات لا يعتد بها مثل حصول بعض الدول الصغيرة جدا على مراتب عالية بسبب ارتفاع الدخل من البترول. وحتى هذه فان مواطنوها يتمتعون بامتيازات كثيرة.

في بلادنا العربية قضينا عقودا طويلة نحارب من اجل الحرية و الاستقلال و ما ان حصلنا عليها فاذا احزابنا و قادتنا الذين حملوا شعار الحرية ينكرونها علينا و يدعون اننا شعوب غير مؤهلة للديموقراطية و الحرية. ثم يقودننا الى التخلف و نحن نرى بام العين الامم و الشعوب الاخرى تتجاوزنا و بطريقة تكون واحدة وهي التحرر من حكم العسكر و الحكم الابوي و الانتقال الى المزيد من الديموقراطية و الحرية.
و للموضوع بقية

الحرية و الديموقراطية اصل الداء و الدواء (2)
لماذا؟
قد يقول قائل ان الديموقراطية نظام غريب علينا و انه مليء بالعيوب. و اقول اننا لسنا اكثر غربة عن العقل اليوناني من كوريا او الهند او اليابان مثلا. كما ان الديموقراطية ثقافة تنمو في الشعوب حتى تصبح جزءا من سلوكها. و صحيح ان الديموقراطية نظام مملوء بالعيوب و لكنه نظام حي و مجرب و ناجح في الوقت الذي لم تنجح البدائل بل و ماتت منذ زمان بعيد.
لاجدال ان بلادنا تفتقد الحرية بمعنى حرية التعبير و حرية الرأي و حرية العقيدة و حرية التنظيم السياسي و الاجتماعي و حرية النشاط الاقتصادي و المضمونة جميعا بالقانون و العدل و الامن. و تفتقد الى الديموقراطية وهي قدرة الشعب على انتخاب حكومته مباشرة او عن طريق ممثليه مع ضمان تساوي الفرص في الاختيار و امن الناخب و المرشح و عدم التدخل الخارجي و تحييد المال و الموارد العامة. و الحجة في ذلك اننا نحتاج الى الامن و التفرغ للبناء و التصدي للمشككين و الطابور الخامس و لكن ما هي النتيجة؟.
النتيجة ما نرى من اختلال العدل و الفرص المتساوية و الفساد و اهدار كرامة و حقوق الانسان و ضعف النخب القائدة للتقدم وهذا الاهم. و من ثم ضعف الانتاج نوعا و كما. و الامية العميقة حتى فيمن نعدهم متعلمين. و انتشار الامراض النفسية مثل التحاقد و التحاسد و السادية و المازوشية. و لجوء الناس الى الترحم على الاجداد و الماضي الجميل و انتظار الفرج، او اليأس او القاء النفس الى التهلكة في البحر الى الجنة الغربية او الى داعش لعل و عسى.
اما الحجة الادهى و التي يرددها عادة من استمرأ العبودية هي اننا شعب غير جدير بالحرية والديموقراطية. و اننا نحتاج الى سنين طويلة للتأهل لذلك. و ان من يطالب بالحرية و الديموقراطية ساذج سطحي او عميل غربي. وكأنما كل الديموقراطيات في العالم بدأت من القمة. و نسوا ان معظمها انطلق من اوضاع سيئة كوضعنا او اسوأ.
وللموضوع بقية 

الحرية و الديموقراطية اصل الداء و الدواء (3)
متى استعبدتم الناس وقد "خلقهم" الله احرارا
لقد خلق الله تعالى الانسان و علمه الاسماء و منحه العقل و الفؤاد و البصيرة . و في نفس الوقت اطلق ابليس في دوره المعروف.و ترك للانسان حرية التفكير والاختيار. و تقرأ في القرآن الكريم نحو مئة اية تؤكد على حرية الانسان حتى في الايمان بالله خالقه منها "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .." و "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..."و "ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" و "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" و العديد العديد من الايات في موضوع حرية التفكير و الايمان
اما من حيث علاقة الانسان بالسلطة فان اول اركان الاسلام و اهمها ان لا اله الا الله محمد رسول الله و قد قضى الرسول صلى الله عليه و سلم نصف سنوات الدعوة الاولى و هو يدعو لهذا الركن فقط فلم تفرض الاركان الاخرى الا بعد السنة الحادية عشرة للدعوة. و لتأكيد اهمية هذا الركن فان الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به و ان الشرك لظلم عظيم.
لا اله الا الله تعني الحرية المطلقة للانسان المؤمن فلا سلطان عليه الا الله و ان من "يظن" ان حياته ورزقه متوقفة على غير الله فقد اشرك بالله. و ان من يقدم مرضاة الحاكم او غيره على مرضاة الله فقد اشرك بالله. فهل بعد ذلك من حرية.
و ترك الله لنفسه الحساب و الثواب و العقاب الا من اعتدى على المجتمع المسلم فقد امر بقتاله حتى يدخل الاسلام او يتوقف عن القتال. و في حالة عدم الاعتداء فيترك على دينه كتابيا او غير كتابي.
و للموضوع بقية


الحرية و الديموقراطية/ اصل الداء و الدواء (4)
يتردد من بعض اليائسيين ان ما نشهده اليوم في العالم العربي و الاسلامي من قتل و خراب هو من طبيعة هذه الثقافة و هو ما درجت عليه امة الاسلام مذ وجدت. فهاهم ثلاثة من الخلفاء الراشدين يموتون اغتيالا و هاهو التاريخ الدموي لأمة الاسلام بعد ذلك سواء كان دينيا او دنيويا ايام الامويين و العباسيين و المماليك و العثمانيين حتى يومنا هذا. و يحلو لهؤلاء الاستشهاد بعدد الخلفاء او الحكام الذين ماتوا قتلا و عدد العلماء الذين ماتوا تعذيبا.
اقول لهؤلاء ان هذا جزء من تاريخ الانظمة السياسية في كل انحاء العالم. و ماحدث في الشرق المسلم مثلا لايقارن بجزء صغير مما حدث في الغرب الاوروبي من الحروب و القتل لاسباب دينية او دنيوية فيما بينهم او مع غيرهم. و ما الحربين العالميتين الاولى و الثانية عنا ببعيدتين و قد دمرت فيها دول و امم و تجاوز ضحاياها خمسون مليونا من البشر. ناهيك عن حروبهم الشرسة السابقة و اللاحقة داخل اوروبا و خارجها. و ينطبق هذا ايضا على امم اسيا و افريقيا و امريكا.
القاسم المشترك في كل هذه الحروب هو ان احد طرفيها على الاقل نظام سياسي عسكري او ديكتاتوري او ابوي جاهل او عاقل يتخذ قراره لمجد يعتقده يدفع الشعب ثمنه.
و الملاحظ ان الشعوب الحرة تتردد في اتخاذ قرارات الحرب لانها ستدفع الثمن. و قد يقول قائل ان الامم الديموقراطية لم تتردد في شن الحروب لاستغلال و امتصاص الامم الضعيفة و هذا صحيح و لكنها ايضا انسحبت من هذه البلاد عندما بدأ الشعب يشعر بالثمن الي يدفعه.
و السؤال هو هل كان يمكن دخول العراق الحرب ضد ايران لو كان القرار بيد الشعب؟ و هل كان يمكن الاستمرار في تلك الحرب كل تلك المدة؟ و هذا ينطبق على كل ما لحق العالم العربي من مآسي منذ انفصال سوريا الى العداوة الطويلة مابين سوريا و العراق الى حرب لبنان الى حرب اليمن الى حرب الجزائر الى كامب ديفيد و بناتها اوسلو ووادي عربة الى الحرب على العراق مرتين الى حروب السودان الى حرب سوريا الى حرب ليبيا. انما نحصده هو نتيجة الاستبداد و اتخاذ القرارات من قبل افراد او اقليات تقامر بالبلاد و العباد.
الحرية و الديموقراطية هي اصل الداء و الدواء

الاردن مؤشر السعادة

الاردن في مؤشر السعادة
صدر التقرير السنوي لما يعرف بمؤشر السعادة (Prosperity Index) (الادق: الازدهار) عن معهد ليجاتوم لعام 2015 و قد و قع الاردن في المرتبة 88 من ضمن 142 دولة شملها التقرير (تمثل 96 من سكان العالم). و قد حصلت النرويج على المرتبة الاولى بينما وقعت افريقيا الوسطى في المرتبة 142.
و يتكون هذا المؤشر من ثمان مؤشرات فرعية هي الاقتصاد و الفرص و الحكم و الصحة و التعليم و (الامن و السلامة ) و الحرية الشخصية و التكافل الاجتماعي (رأس المال الاجتماعي).
و للمقارنة فقد سبق ان حصل الاردن على المراتب التالية 75 , 74 , 65 , 77 , 88 , 82 في السنوات 2009 , 2010 , 2011 , 2012, 2013 , 2014 على التوالي. اي انه في انحدار بشكل عام
اما بالنسبة للدول العربية فقد جاء الاردن بعد الامارات 30 و الكويت 36 و السعودية 42 و المغرب 79 . و جاء بعده الجزائر 96 و تونس 97 و لبنان 98 و مصر 110 و جيبوتي 120 و موريتانيا 121 و العراق 122 و السودان 134 و اليمن 135 و سوريا 136 . اما الدول العربية الاخرى فلم يشملها التقرير.
وقد حصلت تركيا على المرتبة 78 و ايران 106 اما الكيان الاسرائيلي فقد حصل على المرتبة 38.

مؤشر سيادة القانون لعام 2015

مؤشر سيادة القانون لعام 2015 
الاردن و بعض الدول العربية
حصل الاردن على المرتبة 41 من بين 102 دولة شملتها الدراسة و سبقته من الدول العربية الامارات التي حصلت على المرتبة 27. ومن الدول التي سبقت الاردن و كانت في مستوى الدول العربية او اقل منها قبل ستين عاما سنغافورة و كوريا الجنوبية و هونج كونج و كوستاريكا و اوروغواي و تشيلي و جورجيا و بتسوانا و غانا و السنغال و ماليزيا.
اما بالنسبة للدول العربية فمما يؤسف له حقا ان تأتي مصر حاضرة الامة العربية و افريقيا قبل 60 عاما في ذيل القائمة في المرتبة 86. وقد حققت تونس المرتبة 43 و المغرب 55 و لبنان 68 . ولم تشمل الدراسة بقية الدول العربية. لعل المانع خيرا او قل خليها مستورة!!!!
هذا المؤشر يصدر سنويا عن مشروع العدالة العالمي و هي منظمة تروج لسيادة القانون والمساواة في العالم، وأسسها الحقوقي "ويليام نيوكوم" عام 2006 ، وباتت منظمة مستقلة عام 2009 مركزها نيويورك.
و يعبر المؤشر عن مزيج الرأي العام و الخبراء باستقصاء رأي نحو 1000 من الناس العاديين في كل بلد و اكثر من2400 خبيرا من كل البلاد. و يرتكز المؤشر على 47 مؤشرا فرعيا في 8 حقول هي: القيود المفروضة على السلطة الحكومية، وغياب الفساد، الحكومة المنفتحة، الحقوق الأساسية، النظام والأمن وإنفاذ تنظيم والعدالة المدنية، والعدالة الجنائية.
وقد احتلت المراكز العشرة الاولى لهذا العام الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا وهولندا ونيوزيلندا والنمسا وألمانيا وسنغافورة وأستراليا.
اما المراكز العشرة الأخيرة في المؤشر فقد احتلتها دول بنجلاديش وبوليفيا وأوغندا ونيجيريا والكاميرون وباكستان وكمبوديا وزيمبابوي وأفغانستان و فنزويلا.
ولا يغيب طبعا عن ثقافتنا ان العدل اساس الملك (؟)
و يمكن الملاحظة بسهولة علاقة هذا المؤشر بدرجة الحرية و الديموقراطية في البلد ارتفاعا او انخفاضا.
للمزيد:
WJP Rule of Law Index 2015 The World Justice Project (WJP) Rule of Law Index® provides original, impartial data on how the rule of law is experienced by the general public in 102 countries around the globe.
WORLDJUSTICEPROJECT.ORG

الأحد، 27 ديسمبر 2015

مؤشر الديموقراطية في العالم لعام 2015

مؤشر الديموقراطية لعام 2015 (1): 
الدول العربية هي الاسوأ في العالم
يوجد عدة مؤشرات عالمية معتبرة للديمقراطية و الحرية السياسية و المدنية تصدر سنويا تقيس حالة الحريات في العالم عن عدة مؤسسات منها Freedom House امريكا, Economists Intelligence بريطانيا, THE HUMAN FREEDOM INDEX الصادر عن خمس معاهد من امريكا و كندا و المانيا و بريطانيا و سلوفانيا و Democracy Ranking النمسا.
و اود في هذه المناسبة الاشارة الى ان الحرية و الديموقراطية و حقوق الانسان مفاهيم ثلاثة متداخلة و لا يكتمل احدها وحده. فالديموقراطية هي ارادة الشعب يعبر عنها بالانتخاب. و لا يمكن ان تكون الانتخاباب صادقة بدون ضمان حرية التنطيم و التعبير و حرية الناخب و المرشح. كما ان حكم الاغلبية لا يعني التعدي على حقوق الانسان الاساسية حتى لو اتفقت الاغلبية على ذلك. فحقوق الانسان هي الاساس و الحرية تعني ضمان هذه الحقوق و الديموقراطية هي الاداة المعبرة عن ارادة الشعب.
صدر منذ يومين مؤشر الديموقرطية Democracy Ranking و هي يغطي 113 دولة في العالم منها 8 دول عربية وككل المؤشرات تضع الدول العربية (ما عدا تونس) في مراتب متأخرة و لكن المؤلم ان تجد ان المنطقة العربية هي الاسوأ عالميا. و هنا اقول لمن يظنون ان الديموقراطية و الحرية لا تناسب شعوبنا العربية. فان تونس الاولى عربيا في المرتبة 66 من دول العالم تسبقها مباشرة اندونيسيا و السنغال. و ان الثانية عربيا هي الكويت في المرتبة 85 تسبقها مباشرة تنزانيا و سيراليون. و تليها عربيا لبنان 92 و المغرب 99 و البحرين 103 و مصر 108 و سوريا 112 واليمن 113 من 113. و لا حول و لا قوة الا بالله.
و للموضوع بقية
للاطلاع على الجدول كاملا
DEMOCRACYRANKING.ORG

مؤشر الحرية في العالم لعام 2015

مؤشر الحرية في العالم لعام 2015
مرة اخرى الدول العربية (ما عدا تونس) في القاع
هذا المؤشر من اشهر المؤشرات العالمية تصدره فريدم هاوس Freedom House سنويا منذ 1972. و يغطي كل دول العالم ال 195 و المناطق غير المستقلة. و يقيس المؤشر الحقوق السياسية للمواطنين و الحريات المدنية بناء على الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عن الامم المتحدة عام 1948.
وقد لاحظ التقرير تراجعا في الحريات في العالم بسبب الاجراءات المقيدة للحريات نتيجة الحروب و الارهاب
و لا يوجد ترتيب متسلسل للدول و لكنه يعطي العلامة 1 للشعوب الحرة و 7 للشعوب غير الحرة . بالاضافة الى قائمة اسوأ من الاسوأ تتضمن السعودية و السودان.
اللافت في التقرير ان 89 دولة تشكل 40% من سكان العالم اعتبرت حرة منها تونس. و 55 دولة تشكل 24% من سكان العالم اعتبرت حرة جزئيا منها لبنان و الكويت و المغرب. و 51 دولة تشكل 36% من سكان العالم تعتبر غير حرة منها 13 دولة عربية هي سوريا و الاردن و العراق و اليمن وعمان والامارات و قطر و البحرين و مصر و ليبيا و الجزائر و موريتانيا و من المناطق غير المستقلة فلسطين .
و حسب المناطق فقد حصلت المنطقة (الشرق الاوسط و شمال افريقيا) على اسوأ الدرجات حتى مع افريقيا و آسيا و امريكا اللاتينية.
و تبين الرسوم التالية لمحات سريعة. و منها تطور الحالة في الدول العربية منذ 2010
ملاحظة: لقد وضع التقرير العدو الاسرائيلي في منطقة الدول العربية و للاسف ايضا انه وجدها حرة
للاطلاع على التقرير كاملا:
https://freedomhouse.org/…/files/01152015_FIW_2015_final.pdf


مؤشر التنمية البشرية لعام 2015

مؤشر التنمية البشرية
صدر التقرير السنوي "مؤشر التنمية البشرية لعام 2015" عن برنامج الأمم المتحدة التنموي في 14/12/2015 . و هو يصدر سنويا منذ 1990 ماعدا 2012. و يصنف الدول حسب ثلاث مؤشرات اساسية هي 1- العمر المتوقع للانسان (الصحة) 2- التعليم 3- الدخل (معدل مع القوة الشرائية).
وقد شمل التقرير 185 دولة بالاضافة الى هونج كونج و فلسطين. وقد تصدرت النرويج قائمة الدول بمجموع قدره 0.944 تلتها استراليا فالدانمارك. 
ومن الملاحظ حصول سنغافورة على المرتبة 11 بمجموع قدره 0.912 تلتها هونج هونج بمجموع قدره 0.910 اما كوريا الجنوبية فقد حصلت على المرتبة 17 بمجموع قدره 0.898 تلاها العدو الاسرائيلي بمجموع 0.985 وجميع هؤلاء لم يكن شيئا مذكورا قبل 60 عاما..
و فيما يتعلق في الدول العربية فقد جاءت قطر بالمرتبة 32 بمجموع 0.850 تلتها السعودية بالمرتبة 39 ثم الامارات 41 فالبحرين 45، الكويت 48، سلطنة عمان 52، لبنان 57، الاردن 80، الجزائر 83، ليبيا 94، تونس 96، مصر 108، فلسطين 113، العراق 121، المغرب 126، سوريا 134، موريتانيا 157، اليمن 160، السودان 167 و أخيرا جيبوتي في المرتبة 168 بمجموع 0.470.

تمكين المرأة (1) مقدمة و (2) مؤشر المساواة و (3) معتقدات خاطئة و (4) كيف؟ و لماذا؟ و هل في ذلك تقليد للشرق او الغرب و (5) موقف الدين

(1) مقدمة
(2) مؤشر المساواة
(3) معتقدات خاطئة
(4) كيف؟ و لماذا؟ و هل في ذلك تقليد للشرق او الغرب
(5) موقف الدين

تمكين المرأة (1)
مقدمة
لا يجادل اي مفكر في اهمية دور المرأة في تقدم ورفاهية المجتمع . فالمرأة هي اكبر مؤثر في تربية الاولاد و البنات الذين هم عماد المستقبل. ناهيك عن ادوار المرأة الاخرى الانتاجية و الفكرية وفي جميع المجالات. و لكن الكلام شيء و الواقع شيء آخر.
الواقع ان الانتقاص من قدر المرأة أو من تمكينها ينعكس سلبا على المجتمع كله. وان العالم يدرك ذلك و يعمل لتصويب تراث طويل في هذا الشأن. و ان المشكلة تختلف من ثقافة لأخرى.
اول سفر لي الى اوروبا كان في 1978 الى فرنسا في دورة تدريبية فنية لمدة شهر. و قد لاحظت ان مدربنا الشاب اسمر البشرة فظننته منا و لكني علمت انه اكتسب اللون اثناء عطلته السنوية في احد الشواطئ البعيدة. و ان لديه صديقة تقيم معه و كلبان كبيران بمثابة اولاد لهما. و الاهم ان والدته المسنة تعمل في نفس المصنع تدفع عربة كبيرة تجمع فيها القمامة. و الملاحظة الاخرى في وقتها ان المرأة العارية تستعمل كعنصر اساسي في الاعلانات و الترفيه.
اما اول سفر لي الى الشرق الاقصى فقد كان الى اليابان في 1984 في زيارة استطلاعية لمدة اسبوعين و قد صرحت لي المترجمة و هي استرالية بيضاء متزوجة من ياباني عن عنصرية اليابانيين المزدوجة ضدها كونها بيضاء و كونها امرأة. ثم رأيت عجبا. رأيت المرأة تقف في الشارع من بعيد تنتظر مرور الرجل و تنحني له احتراما. و ان المرأة لا تستطيع استعمال الحمام قبل الرجل و حتى قبل الاطفال الذكور. و ان المشية العادية للمرأة في بيتها امام زوجها هي المشي على الركب. و بدون ان تدير له ظهرها. و ان فتيات الجيشا يتدربن على فنون ترفيه الرجال ما بين 10-15 سنة قبل ان يباشرن ذلك. و الاكثر ان نسبة النساء في الوظائف الرائدة لا تزيد عن 10% و ان الياباني لا يتصور ان ترأسه امرأة. فما زالت المرأة اليابانية الرائدة تفضل العمل في الشركات الاجنبية.
اما في السعودية وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة فما زالت الفجوة هائلة. و ما زال الكثيرون لا يذكرون المرأة الا مقرونة بكلمة "حاشاك" كأنما تتحدث عن قاذورات . و ما زالت المرأة ممنوعة من قيادة السيارة مثلا.
وللحديث بقية. مؤشر المساواة/ معتقدات خاطئة/ كيف؟ و لماذا؟ و هل في ذلك تقليد للشرق او الغرب/ موقف الدين


تمكين المرأة (2)
مؤشر المساواة بين الجنسين
صدر في 18/11/2015 التقرير السنوي العاشر عن المساواة ما بين الجنسين وهو احد المؤشرات العالمية المعتبرة و يقيس الفجوة ما بين الرجل والمرأة في اربع مجالات هي:
1/ المشاركة والفرص الاقتصادية: معدلات الرواتب ومستوى المشاركة وفرص الحصول على وظائف تتطلب مهارات عليا وهي حاليا بحدود 59% عالميا
2/ التحصيل العلمي: فرص الحصول على التعليم الأساسي والعالي وهي حاليا بحدود 95% عالميا
3/ التأثير السياسي: معدلات التمثيل في دوائر صنع القرار و هي حاليا بحدود 23% عالميا
4/ الصحة ومتوسط الأعمار: متوسط الأعمار والتناسب بين الجنسين. وهي حاليا بحدود 96% عالميا
و يلاحظ في التقرير تقلص الفجوة عالميا بنسبة 3% في عشر سنوات الا انها تحتاج الى 118 عاما لرأب الفجوة تماما.
و تتربع ايسلندا على رأس القائمة التي تشمل 145 دولة بنسبة مساواة عامة تصل الى 88% تنافسها النرويج في المرتبة الثانية عامة و الاولى في المجال الاقتصادي.
و من الملاحظ ان رواندا و الفلبين تحتلان المركزين السادس و السابع في القائمة. اما العشرة مراكز الاخيرة من 136-145 فقد احتلتها مصر، مالي، لبنان، المغرب، الاردن، ايران، تشاد، سوريا، باكستان و اليمن على التوالي
وقد احتلت الكويت المكز 117 تليها الامارات 119، قطر 122، البحرين 123، تونس 127، الجزائر 128، موريتانيا 132، السعودية 134 وعمان 135
ومن الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة الامريكية جاءت بالمركز 28 بعد موزامبيق مباشرة. اما العدو الاسرائيلي فقد جاء بالمرتبة 53
و للموضوع بقية. معتقدات خاطئة/ كيف؟ و لماذا؟ و هل في ذلك تقليد للشرق او الغرب/ موقف الدين


تمكين المرأة (3)
معتقدات خاطئة
توصف المرأة في ثقافتنا بانها عاطفية، و هي الكلمة المؤدبة لعدم الذكاء او العقلانية. و انها الجنس الناعم وهي ايضا الكلمة المؤدبة لعدم قدرتها على التحمل. و انها عورة و هي الكلمة المؤدبة لتبرير كونها مملوكة و محصور استخدامها الا لمالكها. و انها كسيرة الجناح او "خطية" او "ولية" وهي النداء العاطفي للرجل كي يتكرم عليها بالاحسان ان هي قبلت المكانة الادنى.
و الحقيقة ان المرأة اذكى و اقوى و احصن و اشرس من الرجل في كثير من الاحيان و اليكم البرهان من ملاحظات نراها جميعا.
1- ان عدد الاناث عالميا اعلى من عدد الذكور بنسبة 51-49 مع ان عدد المواليد الذكور اعلى من عدد الاناث بنفس النسبة. و الفرق يعود الى ان معدل عمر المرأة اعلى من عمر الرجل ب 4 سنوات. اي ان المرأة اقوى صحيا مع انها تحمل و ترضع. انظر حولك الى نسبة الارامل من الرجال الى الارامل من النساء.
2- ان غالبية الاوائل في الامتحانات العامة من اليابان الى بريطانيا مرورا بالدول العربية هم من الاناث و في كل عام. و هذا دليل آخر على تفوق الانثى على الذكر في نفس الحقل في نفس الحقل و في نفس الظروف.
3- ان اغلب الاسر ذات العائل الواحد هي اسر ترعاها امرأة. فالرجل غالبا ما يضطر للزواج مرة أخرى اذا فقد زوجته بينما تستطيع اغلب النساء الاستمرار في رعاية الابناء بدون الزوج. اي ان المرأة اقدر من الرجل على تحمل المسؤولية بانواعها.
4- ان اكثر النساء العاملات ما زلن يقمن بمعظم الاعمال المنزلية التي يتكاسل عنها الرجل او يترفع عنها مع ان بعضهن يتفوق على الرجال في العمل المهني خارج المنزل وداخله.
5- يميل الرجال الى الزواج بمن هن اصغر سنا و اقل مؤهلا. و بداية فان المرأة عادة ما تكون اكثر عقلانية في قرار الزواج و الاختيار بين البدائل المتاحة، بينما تكون اهم عوامل الاختيار لدى الرجل سطحية مثل المظهر. . و خلال مدة بسيطة تصبح الزوجات الاصغر و الاقل تأهيلا هن المدبرات الحقيقيات لشؤون الاسرة
6- احصائيا فان النساء اقل ميلا للخيانة الزوجية و لمخالفة القوانين و للجريمة عموما.
وقد يقول قائل و لكن الواقع يختلف في كثير من الاحيان. و اقول نعم. هناك فروق فردية بين الرجال و النساء فهناك الذكي و الغبي في الطرفين ولكن العامل الاهم في قصور المرأة عموما هو طريقة تنشئتها و القيم السائدة اجتماعيا. و ارجو ان لا يحشر احد الدين لاننا كثيرا ما نستخدم الدين بدلا من نخدمه.
و اخيرا قد يقول قائل ان القدرة البدنية للرجل اكبر و اقول نعم. و لكن متى كانت القدرة البدنية مقياس تفوق؟ حتى في الغابة فان هناك حيوانات كثيرة اقوى من الاسد؟؟
و للموضوع بقية هي كيف؟ و لماذا؟ و هل في ذلك تقليد للشرق او الغرب؟/ موقف الدين


تمكين المرأة (4)
كيف؟ و لماذا؟ و هل في ذلك تقليد للشرق او الغرب؟
المقصود من تمكين المرأة هو اعطائها حقها في التربية و التعليم و الرعاية الصحية والفرص الاقتصادية و المهنية و رفع وصاية من هو اقل منها عليها بحجة انه رجل. و عدم اعتبارها اقل من الرجل جورا. او انها سلعة تباع و تشترى للاستمتاع او الخدمة. و يجب الملاحظة هنا ان القضية ليست ما بين الرجل و المرأة و ان الخصم ليس الرجل و لكن القضية ما بين المرأة و المجتمع و الخصومة مع التقاليد السائدة. فالمرأة الام هي التي تزرع في ابنائها و بناتها هذه التقاليد و هي غالبا احرص عليها من الرجل.
اما لماذا فلأن المرأة هي النصف الاهم في المجتمع فهي التي تحمل و ترضع و تربي الاولاد و البنات و تزرع فيهم القيم. فالام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق. وان تمكين المرأة من قدراتها سيضيف حتما الى تقدم و رفاه المجتمع. و من ناحية اخرى فان عمل المرأة خارج البيت، لمن تختار ذلك، سيضيف الى الانتاج باشكاله المختلفة والحقيقة ان هذا ما تسعى اليه الدول الصناعية المتقدمة التي تحتاج الى المزيد من الايدي العاملة لا سيما مع قلة المواليد الجدد في هذه المجتمعات.
و قد يقول قائل ان لكل مجتمع خصوصياته و ان هذه الافكار و غيرها تقع ضمن الدعوات الغربية لتحرير المرأة و تفكيك الاسرة او ضمن الدعوات الشرقية اليابانية و الصينية لاستغلال المرأة بسبب قلة المواليد و الحاجة الى المزيد من الايدي العاملة. و اقول ان لكل امة احتياجاتها و ظروفها. و في اعتقادي ان كل المجتمعات تنتقص من قدر المرأة و تحاول اصلاح الخلل. وأزيد اننا امة متخلفة و هناك اسباب ملموسة لذلك التخلف منها تحقير المرأة و تعطيل قدراتها و الخاسر بذلك هو المجتمع كله. و ان لنا عقولا نميز بها بين الغث و السمين و لنا تراث ايجابي هائل يمكن ان نستند اليه لو اردنا.
وفي هذه الفقرة فاننا اود الاشارة الى ان كثير من جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة تسيء الى المفهوم كله، لانها اما عن سذاجة او خبث تعمل بتمويل غربي، و تستقي قواعدها من مشاكل و حلول الغرب و تستجدي اجرا على ذلك. ومنها الخلط في مفهوم الحرية. و الظن بان عدو المرأة هو الرجل بينما خصومتها مع المجتمع.
وللموضوع بقية : موقف الدين


تمكين المرأة (5)
موقف الدين:
اننا نستخدم الدين اكثر مما نتبعه، و نفسر على هوانا ما نريد. يحدث هذا في السياسة و في الامور الاجتماعية و الاقتصادية و كل مناحي الحياة. و لا نتردد بنحريم ما قد احل شرعا و نحلل ما قد حرم في ممارسات اجتماعية واسعة و مقبولة.
نخلط كثيرا ما بين الدين و عاداتنا المتوارثة و نلبس العادات الغطاء الديني مع ان الدين ضدها تماما. فمثلا اننا نعلي القبلية والعصبية مع انها مذمومة دينيا، و ان اكرمك عند الله اتقاكم و ليس منا من دعا الى عصبية. و ان لنا مفهوما في الشرف يطبق على المرأة دون الرجل كأنها ملكية خاصة و نعتز بذلك او نبرره مع ان هذا مناف للدين. و كثيرا ما نمنع البنت من العلم دون الولد بحجة المحافظة عليها. بل و نعود البنت على خدمة اخوانها الاصغر اجباريا تمهيدا لمستقبلها المقرر و هو خدمة الذكور. و تغلب علينا عاداتنا الاجتماعية في الزواج مع انها منافية للدين مثل الاسراف او التعري او عدم الاختلاط (نعم عدم الاختلاط بدعة) و التفاخر.
يكفي ان آخر وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم في مرضه الاخير: الصلاة الصلاة...استوصوا بالنساء خيرا. و قبل ذلك الحديث الشريف خيركم خيركم لاهله و انا خيركم لاهلي. و ما اكرمهن الا كريم و ما اهانهن الا لئيم.
و قبل ان اختم هذه الفقرة اورد حديث ام هانئ لما فيه من العبر. و ام هانئ هذه هي بنت عم الرسول و اخت علي ابن ابي طالب. و قد كان الرسول ينام في بيتها ليلة الاسراء و المعراج وقالت انها وجدت فراشه فارغا و دافئا ليلتها مما اكد ان الاسراء و المعراج كان بالروح و الجسد. و هذا هو حديثها فيما يخص موضوع المرأة:
( لما كان عام يوم الفتح فرّ إليّ رجلان من بني مخزوم فأجَرْتُهُما، قالت: فدخل علىَّ عليٌّ فقال: أقتلهما، قالت: فلما سمعته يقول ذلك أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وهو بأعلى مكة، فلما رآني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ رحّب وقال: ما جاء بك يا أم هانئ، قالت: قلت يا رسول الله، كنت أمّنت رجلين من أحمائي، فأراد عليّ قتلهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: قد أجرنا من أجرت).
العبرة ان المرأة ذات تقدير و صاحبة قرار يحترم. و ان الرسول لم يتردد على تقديم رأيها على رأي سيدنا علي كرم الله وجهه. فما بلك اذا علمت ان من استجارا بها كانا كافرين من اقرباء زوجها الكافر ايضا و الهارب بسبب قتله لمسلم.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1159526164075519




الجمعة، 14 أغسطس 2015

فساد النظام التعليمي (1 مقدمة) و (2 المؤشرات ) و (3 اساءات متعمدة ) و (4 الانقاذ)

فساد النظام التعليمي (1)
مقدمة
ان كنت تدري فتلك مصيبة و ان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم
اننا امة متخلفة بجميع المقاييس وان فجوة التخلف تزداد سنة بعد سنة. انظر الى تقارير الامم المتحدة و كل المنظمات الرصينة عن ترتيب الدول في جميع المجالات من مؤشرات التنمية البشرية الى جودة الانظمة التعليمية الى الشفافية و النزاهة الى السعادة الخ..و بدون تقارير انظر الى كثير من دول آسيا و امريكا اللاتينية التي كانت خلفنا و سبقتنا بمراحل من اليابان الى كوريا الى اليرازيل الى...
الاسباب الرئيسية للتخلف في الدول العربية عامة و منها الاردن هي غياب الحريات و فساد النظام التعليمي و امتهان المرأة و هي متداخلة يغذي بعضها بعضا.
و سأحاول في سلسة ملاحظات قصيرة ان اوضح ماذا اعني بفساد الانظمة التعليمية
اما الذي اثارني للكتابة اليوم هو بدء مهرجانامتحان الثانوية العامة (التوجيهي) في الاردن. و الحديث عن اعادة الهيبة له بفضل الوزير الهمام الذي لفت الانظار و صار مرشحا لرئاسة النظار. و لا ارغب هنا في الحط او الرفع من التوجيهي فقد صار احد ثوابت العائلة الاردنية (والعربية) وما هو الا اداة. انما اريد ان ابين الاهم وهو ماهية و مستوى النظام التعليمي و الذي يتم التغافل عنه باستعراضات كرنفالية.
مشكلة النظام التعليمي في الاردن (و في كل البلاد العربية) اعمق بكثير من امتحان الشهادة الثانوية العامة بل ان هذا الامتحان بشكله التقليدي هو احد اوجه تخلف انظمتنا التعليمية. و اهم مؤشر على فساد النظام التعليمي هو النواتج. هي حالنا البائس مقارنة مع غيرنا و الفجوة المتزايدة ليس مع العالم الغربي بل مع الدول النامية ايضا.
النظام التعليمي العام و العالي و توأمه البحث و الدراسات هو الذي يشكل مستقبل الامة. و هو مصنع التقدم او التخلف. وعلى الرغم من ضعف هذا النظام المزمن فاننا نترحم على ايام زمان التي انتجت ما نحن عليه من التخلف فما بالك في انظمة اليوم
فساد الانظمة التعليمية العربية ومنها الاردني هو فساد يكاد يكون متعمدا لا سيما عند التركيز على بعض القشور دون الجوهركما في حالة مهرجان امتحان الثاوية العامة. وعندما تكون ميزانيات الجيوش و اجهزة الامن اكبر من ميزانية التعليم. وعندما تكون وزارات الدفاع و الداخلية و الخارجية والاعلام اهم من وزارات التربية و التعليم العالي. وعندما يتم تعيين رؤساء الجامعات من خارجها ووو. ناهيك عن التدخل السياسي و الامني في المحتوى و الفلسفة و الهدف.
الحديث عن فساد الانظمة التعليمية يطول و له هنا بقية
فساد النظام التعليمي (2)
المؤشرات
النظام التعليمي هو المسؤول الاهم عن مستقبل الامة فهو مصنع رجال و نساء المستقبل. و إذا استمر الحال على ما هو عليه فانه ليس صعبا تصور مستقبل هذه الامة و مكانتها بين الامم
صحيح اننا تقدمنا خلال الخمسين سنة الماضية و لكن الفجوة مع العالم المتقدم قد زادت و ترتيبنا ما بين الدول قد تراجع بتقدم امم كثيرة كانت خلفنا.
النظام التعليمي نفسه يقاس بمؤشرات عديدة و هناك تقارير اليونيسكو صندوق الامم المتحدة للتنمية و تقارير منظمات عالمية معتبرة و كلها تعطينا نتائج غير مرضية . 
و يكفي ما نلمسه من قدرات طلابنا في المهارات الاساسية في الصفوف المختلفة. و من عدد الكتب التي يقرؤونها خارج المنهج. ومن تطبيقات الحواسيب التي يستعملونها. ومن قدر النشاطات الرياضية و الفنية و الاجتماعية و اليدوية التي يبدعون فيها او يشاركون فيها. 
كنا منذ اكثر من 50 عاما قد غيرنا اسم وزارة المعارف الى وزارة التربية و التعليم فكم من التربية يحصل علية الطالب و ماهية هذه التربية. ماهي الاتجاهات و القيم المكتسبة؟ ما هي نظرة الطالب للعمل و الإنتاج و قيم العدل و الحرية و الكرامة والصدق و الشرف؟ 
و على مستوى التعليم العالي كم جامعة لدينا ضمن افضل 500 جامعة او حتى 1000 جامعة في العالم. هل تعلم ان كليات الحقوق في مصر تقبل ادنى المعدلات؟. و ان في كلية حقوق عين شمس 50000 بها طالب فيما لا يتسع ل 1000 طالب وذات الشيء عن جامعة القاهرة و لعل هذا يقرب للقارئ تعبير "القضاء الشامخ" بمصر.
كم عدد الجمعيات التي يشارك فيها كل طالب في الجامعة
كم عدد البحوث لكل طالب او مجموعة طلاب لكل فصل او لكل مادة؟
ماهي الممارسات الديموقراطية التي يزاولها الطالب؟
كم هم زوار المكتبات و كم كتاب ننتج في السنة و كم كتاب او قل كم صفحة يقرأها الفرد لدينا في السنة و ما هي العناوين التي يبحث عنها في الانترنت و ماهي التطبيقات التي يستعملها 
كم هي عدد براءات الاختراع المسجلة كل ألف من السكان في السنة 
ماهي نسبة الامية في بلادنا وما مقدار تحسنها خلال 50 سنة وما موقعنا بالنسبة للأمم الأخرى. و بالطبع فان هذه النسبة ناتجة عن التسرب او قصور النظام التعليمي
كل هذه النتائج ذات علاقة بالنظام التعليمي. فالنظام أي نظام ليس بالأعداد و لكن بالنتائج.
و اكرر ان جودة النظام التعليمي مرتبطة بالمخصصات ولكنها مرتبطة اكثر بالسياسات و الأولويات وإرادة التغيير. فكم من الدول التي تخصص ميزانيات هائلة للتعليم بلا نتائج و كم هي الدول متواضعة الإمكانيات التي استطاعت تحسين التعليم و تجاوز سلم التخلف . 
عملية الإصلاح تبدأ بادراك كمية التخلف التي نعيشها وأهمية التعليم في التقدم المنشود.
و للموضوع بقية لبيان الاساءات المتعمدة للنظام التعليمي. ثم الحلول المقترحة
فساد النظام التعليمي (3)
اساءات متعمدة
ان اهم مقومات التقدم في أي مجتمع هي مؤسساته التعليمية و مراكز البحوث و الدراسات فيه لأنها مصانع المستقبل.
بالطبع هناك جهود مخلصة لتحسين التعليم و على مستوى مهني، و لكن هؤلاء كمحرك صغير لآلة ضخمة. و الانكى من ذلك ان هناك جهود معوقة منها الثقافة الاجتماعية و بعص قيادات التعليم من أصحاب الأفكار القديمة او التطرف و المحافظين على التخلف و القيادات المتعبة. الا ان اكبر المشاكل هو الاساءات الرسمية المتعمدة للنظام التعليمي. و أقول متعمدة لانه ثبت ضررها و لا يماري فيها احد ومع هذا فانها مستمرة. أي انها تتم مع سبق الإصرار و الترصد. وفيما يلي بعضا منها: 
التعليم العام:
- عدم إعتبار رفع مستوى التعليم الأولوية في سياسة الدولة بسبب عدم استقرار النظام السياسي الناتج عن غياب الحريات و انفصال السلطة عن الشعب وضعف التعليم نفسه. أي انها دائرة مغلقة
- عدم اعطاء التعليم الاولوية في الميزانية العامة للدولة بل تقديم الجيش و الأجهزة الأمنية والاعلام وميزانيات كبار رجال الدولة و شركات الدولة الخاسرة. مثال: الخسارة الناتجة عن عدم كفاءة مصفاة البترول تسوي ميزانية التربية و التعليم في الأردن. 
- الاهتمام بالقشور دون المشاكل الحقيقية مثل مهرجانات امتحان الثانوية العامة. و ترويج الاخبار الإيجابية الجزئية والمنقوصة عن حالة النظام التعليمي
- عدم وجود مراكز متخصصة في بحوث التعليم و قلة الدراسات التي تبحث واقع التعليم ومستقبله و سبل تحسينه
- ضعف او انعدام المشاركة المجتمعية في وضع المناهج ومتابعتها
- بناء مناهج التاريخ و الدين و اللغة على الرواية الضيقة ومن زاوية واحدة حدية ابيض او اسود 
- التباطؤ في تحديث المناهج العلمية 
- التخلف في استعمال الانترنت ووسائل التعلم و البحث الالكترونية
- الزام الطالب و المعلم التقيد بالمنهج المكتوب و الاقتصار عليه و جعل نظام العلامات مرتبط بذلك
- ضعف التجهيزات المدرسية
- ضعف تأهيل المعلمين و أسس الانتقاء و المكافأة و الترفيع. هل سمعنا يوما عن مكافأة المعلمين الذين يحقق طلابهم نتائج جيدة حتى بمقياس التوجيهي مثلا. او عدم مراجعة المعلمين و المديرين للطلاب الراسبين.
- المنع العجيب لإقامة نقابة للمعلمين لعقود طويلة. ثم التضييق عليها بعد ذلك.
و يزيد على ذلك في التعليم العالي:
- التدخل في تعيين رؤساء الجامعات لاعتبارات سياسية و امنية و عشائرية وجهوية
- التدخل في سياسات القبول في الجامعات و البعثات في الداخل و الخارج. يكفي الإشارة الى ان 75% من المقاعد محجوزة ل 25% من الطلاب
- سياسات ترويج و رعاية العشائرية و العصبيات الجهوية في الجامعات
- ضعف دعم الجامعات بل و التخلف عن تسديد رسوم الطلاب المبتعثين من الجهات الحكومية ذاتها
- التدخل السياسي و الأمني في تعيين و ترفيع المدرسين عن طريق تعيين رؤساء الجامعات انفسهم
- التضييق على الأساتذة من ناحية الحرية الاكاديمية خاصة 
- أساليب الإدارة و ظروف العمل و الرواتب بحيث صارت الجامعات طاردة للكفاءات او غير قادرة على جذبها اصلا
- تسجيل واعتبار الجامعات الخاصة شركات تجارية هادفة للربح
- التدخل في انتخابات الطلبة. بحيث يعزف معطم الطلبة عن المشاركة فيها.
- تضخم اعداد الطلبة المقبولين في الجامعات العامة بقرارات سياسية بدون زيادة الموارد
- ضعف الارتباط ما بين الجامعة ومراكزها البحثية و السوق
و للموضوع بقية
فساد النظام التعليمي (4)
الإنقاذ
مستقبلنا كامة ودول قاتم و لا يحتاج ذلك الى تنبؤ. فالنطام التعليمي هو مصنع الاجيال يعني مصنع المستقبل.
اتحدث في هذا الموضوع بصفتي طالبا وابا ومعلما ومديرا ومختصا سنحت لي الفرصة للاطلاع والمقارنة عالميا. وفوق وقبل كل ذلك كانسان عربي مسلم غيور على هذه الامة ومؤمنا بانها تستحق مكانة أفضل بين الأمم.
النظام التعليمي في كل الدول العربية ما بين كارثي كما في مصر وضعيف كما في الاردن والدليل على ذلك ترتيبنا بين الأمم وتقدم الأمم التي كانت خلفنا. 
وكما بينا ان معظم أسباب تخلف النظام التعليمي معروفة وعلاجها معروف الا ان العلة الرئيسية هي في إدراك عمق وأهمية المشكلة واهم المعوقات والمعوقين ثم إعطائها الأولوية. 
بالطبع فان الموارد المادية هامة وهامة جدا الا ان الإدراك بأهمية التعليم في تشكيل الأجيال المقبلة وأولوية ذلك يسبق الموارد المالية. والدليل على هذا تصدر دول كانت فقيرة على دول غنية. تماما مثل ما نرى من نجاح عائلات فقيرة أعطت الأولوية لتعليم أبنائها نسبة لعائلات غنية لم تعط التعليم أولوية. 
اصلاح التعليم عملية مستمرة يجب ان تكون مشروعا قوميا تتكاتف فيها جهود المجتمع والدولة وهدفه تهيئة الأسباب لتكوين جيل كفؤ علميا وسلوكيا وقيما. جيل منتم منتج مبتكر قادر على البحث والاستقصاء والتفكير الحر المتوازن. يقدر الصدق والأمانة والجودة والحرية والكرامة والعدل والشرف ومكانة المرأة. و يجب ان لا يترك فيها القرار او التقدير لأي سلطة غير الشعب مباشرة.. 
وينبغي لمشروع اصلاح التعليم ان يشمل كل العناصر وهي أولا المناهج والقيم المستهدفة ثم الإدارة والمعلم والطالب والمدرسة والبيئة المؤثرة والاباء والأمهات.
وكما بينا ان كثير من أسباب تخلف التعليم هو المعوقات من سياسات وافراد. ولان المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين فيجب الانتباه الى ابعاد المعوقات والمعوقين عن العملية لان معظم الأسباب والحلول معروفة. ولا بأس من استقدام خبراء وخاصة من الدول الأولى في العالم مثل اليابان وكوريا وهونج كونج وفنلندا.

المواهب، هل هي مواهب حقا؟



المواهب، هل هي مواهب حقا؟
الى عهد قريب كان التعليم مقصورا على طبقة معينة من الناس و الحقيقة ان هذا ما زال موجودا في بعض المجتمعات حتى اليوم. و كان هناك قناعة بان ابناء الطبقة الكادحة لا يمكن ان يصلحوا للتعليم. وقد راينا مع انتشار التعليم و تحسين اساليبه ان الجميع يمكن ان يتعلم بل يتفوق بغض النظر عن و ضعه الاجتماعي.
اليوم ما زال لدينا قناعة ان المبدعون قلة و ان القدرات في الشعر و الادب و الرسم و الرقص و الموسيقى و السياسة و العلوم و التكنولوجيا و الرياضة الخ....ان هي الا هبات او مواهب يولد بها الانسان. و الحقيقة انه لا يوجد اساس علمي لهذا الاعتقاد بمعنى انه لا يوجد جينات في الانسان خاصة بهذه القدرات
الحقيقة ان القدرات الخاصة و لنسميها المهارات تكتسب بالتعلم و الممارسة و الاجادة حسب الارادة و الظروف المحيطة و المسهل او الميسر (المعلم) لذلك. و ان من ندعوهم موهوبين هم اذكياء توفرت لهم ظروف مواتية
اقول هذا للمعلمين و الاباء ان لا يترددوا في بث روح الارادة في ابنائهم و بناتهم و منذ الصغر ان بامكانهم تحقيق ما يرغبون بالارادة اولا وقبل كل شيء و التعلم والممارسة و المثابرة بعد ذلك. و كما اصبح ثابتا ان معظم الناس قابلين للتعلم فان معظم الناس قادرين على التفوق في مجال او اكثر اذا ارادوا ذلك ووجدوا المناهج و التنوير.

فساد الانطمة التعليمية في العالم العربي (5) (6) (7)



فساد الانظمة التعليمية كمان و كمان
يقول البعض اني ابالغ كثيرا في بيان فساد الانظمة التعليمية العربية و لا ارى الايجابيات. و اقول ان الوضع خطير جدا لانه يتعلق بالمستقبل. و انني لا الوم الطالب او المعلم او حتى الادارة على ذلك و لكني الوم القيادات ابتداء من الوزراء و النواب و الاعيان الى اهل الفكر و الرأي.
ان ارقي الامم في قلق دائم على انظمتها التعليمية و عينها مفتوحة على منافسيها تقتبس منهم او تبزهم، فما بالك بنا و نحن ما زلنا على سلم التخلف، و نرى الامم الاخرى تتقدم التي كانت معنا او خلفنا تتقدم عنا؟
ما هو معدل القراءة للمواطن العربي في السنة؟ ما السبب؟ اليس النظام التعليمي؟
ما معدل الامة في العالم العربي؟ ما السبب؟ اليس النطام التعليمي؟
ما هو مستوى خريجي التعليم الاساسي في القراءة و الكتابة و الحساب؟ ما السبب؟ اليس النظام التعليمي؟
ما هو معدل براءات الاختراع المسجلة في الوطن العربي؟ ما السبب؟ اليس النظام التعليمي؟
ما هي نسبة ما ينتجه العالم العربي من الكتب في السنة مقارنة بالدول المتقدمة؟ ما السبب؟ اليس النطام التعليمي؟
ما هي نسبة المتميزين العرب في مختلف المجالات بالنسبة للامم المتقدمة؟ ما السبب؟ اليس النظام التعليمي؟
عندي شغالة في المنزل فليبينية انهت الصف التاسع في المدرسة رأيتها تملأ النماذج الجاصة بالتأشيرة و تجديد جواز سفرها بخط جميل و مهارة لا يقدر عليها اغلب خريجي الجامعات لدينا. و قد تكرر هذه الملاحظة مع اخريات. ما السبب؟ اليس النظام التعليمي؟. على فكرة الفلبين من الدول التي كانت خلفنا بكثير و تتقدم بسرعة بسبب الديموقراطية و النظام التعليمي فيها
للمزيد:
https://www.facebook.com/khalil.aburizik/posts/1053627194665417

ى على مستوى الدراسات العليا الذي يعتمد على التلقين وإعادة المحفوظ في الامتحانات. وكلما كان الطالب أقرب بالكلمة والحرف لما قاله الأستاذ كلما ارتفعت العلامة! والغريب أن يكون هذا حال التدريس بالرغم من مراجعة المناهج الدراسية وتدريب المعلمين واطلاق الرؤى والتوجيهات بإدماج الاساليب الحديثة في التعليم التي تبتعد عن كون المدرس مصدر المعلومة فقط والطالب مستودعها وتجعل من الطالب محور العملية التعليمية! فأين الخلل الذي يؤدي إلى ظهور هذه النسبة المضحكة المبكية التي بالكاد تعني ان الطالب يفتح فمه للتنفس ناهيك عن الكلام والنقاش؟ واذا لم يتدرب الطلاب على النقاش في الأوضاع المثالية في المدارس فهل من المتوقع ان تنموهذه المهارة بعد ذلك؟!
لا بد ان لتربيتنا القمعية أحياناً، التي تتلبس بلباس الاحترام خطأ، دخل في ذلك فنحن مقموعون منذ الصغر، بحق أوبدون حق، وليس لنا حق الرد أوالنقاش أوالاستفسار، بل جل ما يريده الكبار منا الطاعة وكلمة حاضر وغير ذلك يعتبر الطفل مشكلجيا غلباويا ومصدر ازعاج يراد التخلص منه بوسائل الهائية باللعب والتلفاز وغيرها أوبوسائل سلمية بالإغراء بالكماليات أووسيلة العصا لمن عصا
من مقال لديمة طهبوب في القدس العربي 22/10/2015

فساد اللانظمة التعليمية في البلاد العربية (7)
وجهة نظر:
أما نظام التعليم السائد، فهو كارثة حقيقية في تخريب الإنسان. وأذكر أن أحد علماء التربية- باولو فريري أو ايلتش- كان يقول: إن الأطفال يظلون أذكياء حتى يدخلوا المدارس. والأول كان يقول أن مدارسنا تحول الطفل إلى خرتيت أي بارد وغير مندهش ومنفعل. فمن البداية تقوم المدرسة بتأميم عقل الطفل وتعطيه بدلا عنه حافظة أو جهاز تسجيل بشري داخل الدماغ. فالتعليم يقوم على الحفظ والتلقين والذاكرة وليس البحث والاكتشاف والنقد، فهو تعليم «بنكي»- حسب فريري- تضع رصيدك وتسترده نهاية المدة وليس بالضرورة بأرباح، المهم لا ينقص. وهذا ما يفعله المدرس مع الطلاب. ويحرم الطالب مبكرا من حق الشك والتساؤل والدهشة والاستغراب، وتنقل له تجارب الآخرين. ويبدو الناشئون واليافعون، وكأنهم عاشوا هذه الحياة من قبل، وأنها ليست المرة الأولي. وهذا شرخ كبير في شخصية الشاب تتسرب منه كل أشكال الاغتراب. ثم تأتي المشكلة العميقة، هي أن هذا التجهيل والتغريب يوثق له بشهادات تزيف الحقيقة، وثبت أن حاملها متعلم وخريج كلية كذا. ويجد الشاب نفسه في أغلب الأحيان عاطلا عن العمل، وفي نفس الوقت عاطلا عن الحياة والاندماج وتحقيق الذات. وترجع أسباب العطالة الأولى إلى أن التعليم عشوائيا وليس مرتبطا بخطط التنمية ولا احتياجات المجتمع، وغالبا ما يكون نظريا عتيقا. أما عطالة الحياة، فالمدرسة لا تعلم الحكمة والعقلانية بل تحشو المعلومات، لذلك يستغرب الكثيرون من كون كليات الطب، والعلوم، والهندسة هي حاضنات لمتطرفين وارهابيين محتملين. والرد بسيط ، فهؤلاء لديهم قدرات هائلة على حفظ معلومات ونظريات علمية خام، دون التساؤل عن العقول التي انتجتها، ولا عن ظروف المجتمعات التي هيأت المناخ الاجتماعي والثقافي لنبوغهم.كما يعيش الشباب تناقض العلم والواقع.إذ بينما تفتح عشرات كليات طب، تعج أجهزة الإعلام لإعلانات العلاج بالحجامة والرُقى الشرعية.
حيدر ابراهيم عي/ القدس العربي 27/10/2015