الاثنين، 26 يناير 2009

حقوق المرأة

لا شك ان هناك غبن كبير لحقوق المرأة في مجتمعنا العربي. وان هناك انكار قوي لاي انتقاد للوضع الحالي بل ادعاء بان المرأة لدينا تحظى بحقوق تفوق مثيلاتها في المجتمعات الاخرى. وتجد الاباء يقسمون باغلظ الايمان بعدم تمييز الاولاد على البنات. واصحاب العمل والسلطة ينكرون اي تمييز الا لصالح المرأة. ولعل هذا الانكار بداية جيدة بمعنى ان الجميع يعلم ان هذا ظلم وانه حريص على احقاق الحقوق.
عند التدقيق في حال المجتمع فان هناك تعد على حقوق جميع الضعفاء في المجتمع والمرأة منهم. فهناك حقوق الاطفال المنقوصة. كذلك حقوق الصبيان والفتيات في سن المراهقة وحقوق كبار السن والمعوقين و بعض الاقليات العرقية و الدينية. و مرجع هذا1 - طغيان القوة الطبيعي تجاه الضعف و 2- الفقر او عدم الكفاية التي تفرض الاولويات مع اعتبار القوة كحق. ويردع هذين السببين القانون والدين والضمير و يكرسهما الجهل الفردي و القيم السائدة.
من مظاهر التمييز ضد المرأة والتي ينكرها المجتمع بشدة او يحاول التستر عليها أو تكييفها لانها مخالفة للدين او القانون: 1- وأد الانثى فما زال الكثير من النساء بالذات تكره ان تلد انثى ولعلها تخشى عليها. ونشهد هذه الحالة يوميا خاصة قبل حدوث الحمل او معرفة نوع الجنين. فاذا ولدت انثى سارع الاقارب والاصدقاء بالتخفيف من هذا المصاب والدعاء بتعويض الوالدين خيرا عن هذا "البلاء" بذكر في المرة القادمة او برزق وفير.2- الظلم في التربية والتعليم: وقد استعملت كلمة الظلم بدل التمييز لا ن البعض يعتبر التمييز ضروريا للطبيعة. والتربية هي تربية الابدان و الضمائر والعقول. فنرى الظلم في الطعام واللباس والتعامل في المنزل. وتسليط الاولاد على البنات. والظلم في توزيع المهام بينهم في داخل المنزل او خارجه. فاذا دخلوا فترة المراهقة اصبح الظلم ظلاما على الفتاة وقد يحرمها حق التعليم كله. انظر الى نسب الاولاد والبنات في المدارس الثانوية. ويزداد الظلم وضوحا في الحق في التعليم الجامعي ونوعية ومستوى الانفاق على التعليم . و حرمان الاغلبية من السفر للتعليم حتى في المدينة المجاورة ناهيك عن السفر للخارج. 3- الظلم في حرية العمل و الاختيار 4- الظلم في محيط العمل والحياة 5- الظلم في الشراكة الزوجية.
ولقد ركزت على العنصرين الاوليين لانهما اساس العناصر الاخرى. فاذا وصلت المرأ ة الى سن النضج والاختيار والشراكة وهي محطمة، فانه يصعب عليها التصرف السوي الذي يحقق لها حقوقها حتى المتاحة منها. المرأة التي نشأت على الظلم لا تطيقة و لكنها لا تعرف الطريق الى سواه. لا تقوى على النهوض والتصرف بما تتيحه لها حقوقها وتشكو الظلم لحرمانها نفسها من هذه الحقوق. فالكثير مما يقع على المرأة من ظلم او اعتداء او استقواء او انتقاص من حقوق تكون المرأة شريكة فيه اما بجهلها بالطريقة الصحيحة للتصرف او قناعتها بما انشئت عليه من قبل ماتعرفه افضل مما لا تعرفه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق